المسؤول الحقيقي عن نشر الصور غير الملتقطة من مخيم كديم إزيك

المسؤول الحقيقي عن نشر الصور غير الملتقطة من مخيم كديم إزيك
بقلم: السيد حمدي يحظيه

يوم او اثنين فقط بعد أحداث مخيم كديم إزيك تم نشر بعض الصور في بعض المواقع الإلكترونية وبعض الجرائد الأسبانية منها ما هو فعلا من المخيم المنكوب ومنها - إثنتان- لا علاقة لهما، حسب ما أتضح بعد ذلك، بما حدث في المخيم وأعني الصورة التي يظهر فيها بعض أطفال غزة أثناء القصف الإسرائيلي الهمجي وصورة أخرى لمجزرة حدثت في الدار البيضاء أرتكبها معتوه.
الحقيقة بسيطة ويعرفها كل الذين جربوا المغرب وهي أن المخزن هو الذي نشر تلك الصور وعممها على المواقع والجرائد التي ظهرت فيها للإيقاع بالصحافة وليظهر نفسه في موقع الضحية بدل الجلاد. فإلى اليوم لازال المغرب يبطل على مسرحية الصور التي كان هو المتسبب في نشرها هي وكل الأخبار التي رافقتها، ولازال يريد "إقناع" العالم أن فعلا هناك من أراد تشويه صورة المغرب المشوهة أصلا.

فخلال شهر من التحضير لتفكيك المخيم الصامد في كديم إزيك عمد المحتل المغربي إلى إتباع الخطوات التالية:
- إن يجد حجة، مهما إن نوعها، يمنع بها دخول الصحافة، خاصة الأسبانية، إلى الإقليم وبصفة خاصة في الأيام التي تسبق والتي تلي العملية الإجرامية في المخيم.

- إن يدفع عناصر من الشرطة المغربية والجيش إلى الهجوم الهمجي والدخول في عراك مباشر مع المتظاهرين يؤدي بالمُهَاجَمِين، أي من وقع عليهم فعل الهجوم، ( المعتصمين في المخيم) في النهاية، وفي عملية بحتة للدفاع عن النفس، إلى قتل بعض العناصر المسلحة من قوات الأمن.

إن الخطة الوحيدة التي حضَّرها المخزن المغربي حتى لا تحضر الصحافة الأسبانية لما قبل وما بعد تفكيك المخيم هي توريط هذه الصحافة بنشر أخبار زائفة أو صور ليطردها. كانت الخطة تعتمد على بعث الصور (صور أطفال غزة وصور مجزرة الدار البيضاء) غير الحقيقة إلى الجرائد والمواقع الإليكترونية مختلطة مع صور أخرى حقيقية من المخيم مرفقة بأخبار تقول أن الشوارع مملوءة بالجثث وان الجيش يقتل على الهوية وأن هناك فعلا مجزرة حقيقية في العيون وأن فلان وفلان قُتلوا وبالاسم. فمثلا العبد الضعيف كاتب هذه السطور وصلته الصور المذكورة مع مجموعة صور أخرى حقيقية من المخيم المنكوب يوم 10 نوفمبر مساء من مصدر قال لي أنه من المناطق المحتلة في حين تأكد لي بعد ذلك أنه لا يرد ولا يجيب على المعلومات التي طلبته أن حتى بريده الإلكتروني تم حذفه من الشبكة.

فعلا تم نشر الصور غير الحقيقية مرفقة بالكثير من الصور الأخرى والأخبار. وللأسف فقد انطلت الحيلة المغربية على من لا يتصور أن دولة بوليسية تستطيع أن تفعل ذلك التضليل. فعلا نشرت بعض المواقع والجرائد الأسبانية الصور خاصة صورة أطفال غزة وصورة مجزرة الدار البيضاء.

إن سيناريو التضليل ودفع الصحافة إلى نشر أخبار وصور زائفة ليس بجديد على حكومة المخزن. فهذا الأسلوب يتبعه المخزن المغربي دائما كلما كان هناك داعي لذلك، والهدف منه هو أن لا تحضر الصحافة الجرائم التي يرتكب المخزن وأن يجد هذا الأخير حجة يطرد بها الصحافة.

فمثلا صورة مجزرة الدار البيضاء، بسبب عدم تطابقها مع الواقع، لا يمكن لأي صحراوي ولا أي صديق لصحراوي مهما كان غبيا أن يبعثها إلى الإعلام الأسباني على أساس أنها من العيون. الشيء الآخر أن هذه الصورة لا توجد في أي موقع إليكتروني ما عدا في مواقع المخزن المغربي، ولا يمكن لأي صحراوي أو مؤيد للقضية الصحراوية أو حتى أو جن أن يهتدي إليها حتى ينشرها على أساس أنها من العيون. إن نشر تلك الصورة من الدار البيضاء فضحت فعلا أن المخزن هو المسئول عن نشرها.

قصة الجزيرة وقتلى إفني
في سنة 2008م إبان أحداث إفني الدامية، وخوفا من إن يتم فضح تلك الجرائم، خاصة من طرف قناة الجزيرة، قام المخزن بإعداد فخ متقن للقناة المذكورة حتى يتم طردها وحتى "تفقد" مصداقيتها. ماذا فعل المخزن يومها حتى يورط الجزيرة.؟ قام بعملية متقنة نفذتها بعض عناصر المخزن المغربي تعتمد على بث صور لأشخاص يحملون موتى في نعوش في سيارة إسعاف إلى الجزيرة على أساس أنهم قتلى من المواطنين أثناء المشادات. فعلا انطلت الحيلة على قناة الجزيرة وكتبت بالأحمر العريض أخبارا عاجلة تقول أن قتلى سقطوا في أحداث إفني. فعلا تم تهديد الجزيرة بالطرد والغلق وتمت محاكمة مديرها في المغرب حسن الراشيدي.

والنتيجة أن المخزن هو الذي لفق تلك الصور وبعثها إلى الجزيرة وهاهو اليوم، بعد أكثر من سنة، يكرر نفس الشيء في أحداث الصحراء الغربية حتى يطرد الصحافة. إن كل الذين تصوروا أن هناك من يسمح له ضميره، غير المخزن طبعا والبوليس المغربي، بنشر صور لأطفال غزة او لعائلات ضحايا هو على خطأ. إن مرتكب ذلك الفعل هو المحتل المغربي وبوليسه وليس أحدا آخر.

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites